يا أهل بلاكبيرن

(بلاكبِيرن: مَوْعِدٌ مَعَ الأَعْلَام)
——-
هذه القصيدة نظمتها و أُلقيَتها في ملتقى علميّ، احتضنته مدينة بلاكبِيرن، بدعوةٍ مباركةٍ من فضيلة الشيخ الدكتور ساجد عمر، وذلك يوم الأحد 4 محرّم 1447هـ الموافق 29 يونيو 2025م.
وقد شَرُف اللقاء بحضور كوكبةٍ من أهل العلم والدعوة وطلَبَةِ العلم وأئمة المساجد والدعاة من أنحاء المملكة المتحدة وغيرها، يتقدّمهم فضيلة الشيخ الدكتور سعيد الكملي، وفضيلة الشيخ مفتي شبير أحمد، حفظهما الله.
وقد جاءت هذه القصيدة تعبيرًا عن التقدير والمحبّة والوفاء، وتذكيرا بالأخوة الإيمانيّة والحب في الله..
———-
أَهْلَ بْلاكْبِيرْنَ، قَدْ جِئْنَا فَحَيُّونَا
وَزَيِّنُوا الْأَرْضَ رَيْحَانًا وَنَسْرِينَا
هُوَ الْغَرَامُ الَّذِي قَدْ جَاءَ يَحْمِلُنَا،
فَوْقَ الْغَمَامِ، وَحَرُّ الشَّوْقِ يُدْنِينَا
إِنِّي أَتَيْتُ، وَفِي صَنْعَاءَ ذَاكِرَتِي
مَهْدُ الْعُرُوبَةِ، تَأَرِيخًا وَتَكْوِينَا
أَمَا تَرَوْنَ عَلَى وَجْهِي مَلَامِحَهَا؟
أَمَا تَرَوْنَ سِمَاتٍ لِلْيَمَانِينَا؟
فَإِنْ مَرَرْتَ بِأَرْضٍ، سَلْ مَآثِرَهَا،
فِي كُلِّ فَتْحٍ لَهَا، كُنَّا الْمَيَامِينَا
فَأَرْضُ قُرْطُبَةٍ، لَا شَكَّ تَذْكُرُنَا،
وَغِرْنَاطَةُ الْمَجْدِ لَنْ تَنْسَى أَيَادِينَا
ثُمَّ السَّلَامُ عَلَى كُلِّ الَّذِينَ أَتَوْا
وَرَحْمَةُ اللهِ تَغْشَاهُمْ مَلَايِينَا
جَمِيلَةٌ هذِهِ السَّاعَاتُ تَجْمَعُنَا
بِمَنْ نُحِبُّ، فَمَا أَحْلَى تَلَاقِينَا!
فَسَاجِدٌ قَدْ دَعَانَا الْيَوْمَ مُحْتَسِبًا،
أَعَادَ ذِكْرَى أَحادِيثِ الْكَرِيمِينَا
وَأَظْهَرَ الْوُدَّ بِالْأَصْحَابِ مُحْتَفِيًا،
وَمَا أَتَيْنَاهُ إِلَّا مُسْتَجِيبِينَا
وَكُلُّ مَنْ حَضَرُوا — لِلَّهِ دَرُّهُمُ —
سَنُّوا لَنَا سُنَّةً بِالْخَيْرِ تُحْيِينَا
مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ قَدْ جَاءَ كَابِرُهُمْ
أَتَى شُيُوخٌ، وَطُلَّابٌ، وَمُفْتُونَا
سِنْدٌ، وَهِنْدٌ، وَإِفْرِيقٌ، وَمِنْ عَرَبٍ،
وَالْكُرْدُ، وَالإِنْجِلِيزُ، جَاءُوا مُلَبِّينَا
أَتَى رِجَالٌ لَهُمْ فِي الْخَيْرِ بَصْمَتُهُمْ،
قَوْمٌ كِرَامٌ، وَأعلامٌ مُرَبُّونَا
سَلِ الْعُلُومَ، فَمِنْ بَحْرِ الْهُدَى غَرَفُوا
قَدْ فَسَّرُوا الْوَحْيَ قُرْآنًا وَمَسْنُونَا
فَوْقَ الْمَحَارِيبِ صَوْتُ الْحَقِّ مُنْبَعِثٌ
اللهُ أَكْبَرُ تَرْدِيدًا وَتَلْحِينَا
سَلِ الْمَنَابِرَ عَنْهُمْ، فَهْيَ تَعْرِفُهُمْ،
مِنْهَا أَقَامُوا عَلَى الْحَقِّ الْبَرَاهِينَا
تَبَارَكَ اللهُ! مَا أَحْلَى تَجَمُّعَنَا
أَضْفَى لِدَعْوَتِنَا عِزًّا وَتَمْكِينَا
فَيَا شُيُوخًا لَكُمْ فِي الدِّينِ مَرْتَبَةٌ،
أَعْلَتْ مَنَارَ الْهُدَى فِي كُلِّ نَادِينَا
لَا تُفْسِدُوا الصَّفَّ بِالتَّفْرِيقِ، وَانْتَهِجُوا
دَرْبَ الإِخَاءِ، وَلَا تَصْغُوا لِوَاشِينَا
فَأَنْتُمُ قُوَّةٌ، دَوْمًا بِوَحْدَتِكُمْ،
فَوَحِّدُوا الصَّفَّ لِلْأَحْبَابِ دَاعِينَا
إِنَّ اللِّقَاءَ الَّذِي كُنَّا نُؤَمِّلُهُ،
قَدْ حَقَّقَ اللهُ بَعْضًا مِنْ أَمَانِينَا
مَاذَا سَتَنْظِمُ أَشْعَارِي إِذَا كَتَبَتْ؟
وَمَا عَسَاهَا تُوَفِّي لِلْمُحِبِّينَا؟
فَإِنَّنِي الْيَوْمَ، مَهْمَا صُغْتُ قَافِيَةً،
يَظَلُّ شِعْرِيَ فِي التَّصْوِيرِ مَغْبُونَا
فَلَا أُلَامُ إِذَا أَجْهَدْتُ قَافِيَتِي،
فَالشِّعْرُ يَعْجِزُ أَنْ يُبْدِيْ الْمَضَامِينَا
ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى الْهَادِي الشَّفِيعِ، وَمَنْ
عَمَّ الْمَدَى فَضْلُهُ، خَيْرِ النَّبِيِّينَا
⸻
نَظْم/ الدُّكْتُورُ مُحَمَّدُ بْنُ فَائِدِ بْنِ هَمَّامٍ السَّعِيدِيُّ
وَكِيلُ كُلِّيَّةِ بِرْمِنْجْهَامَ لِلْعُلُومِ الْإِنْسَانِيَّة